بيــان اتحاد النساء الاشوري بمناسبة تأسيسه … الخطوة الاولى كانت قبل 28 عاما .. ومازال الافق رحبا

 اعلام الاتحاد

تعد عملية اشراك المرأة في الحياة العامة من معايير تطور وتمدن المجتمعات التي تسعى الى تحسين واقعها الحياتي، فقد اضحت عملية  تمكين النساء من المطالب الملحة التي تسعى اليها، ايمانا منها بان عالمنا اليوم بحاجة ماسة الى تفعيل دور ذلك العنصر الاساسي من عناصر التنمية المجتمعية .

وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، من الشعوب التي تيقنت منذ القدم اهمية مشاركة المرأة في منظومة الحياة بكل مفاصلها، باعتبارها جزءا مهما من كيان المجتمع الكلي، وبدورها لم تبتعد المرأة من الاضطلاع  بذلك الدور المهم في كل المراحل التي مر بها شعبها عبر تاريخه العريق، واثبتت بانها القادرة على مجابهة التحديات التي عصفت بشعبها على مر عصور طويلة ونضاله من اجل الحفاظ على وجوده القومي والديني والاثني التي اختلف بها عن باقي المكونات المحيطة به .

واذ نحتفل هذا العام في الثالث من ايار بالذكرى ( 28) لتأسيس اتحادنا، فلابد من استذكار المرحلة المهمة في تاريخ شعبنا ككل، وفي مسيرة المرأة الاشورية بشكل خاص، الا وهي تلك الاحداث التي شهدها اقليم كوردستان عام 1991، بعد انتفاضة ابنائه ضد النظام البائد وتحرير المنطقة من قبل المجتمع الدولي الذي ساند الانتفاضة وعمل على ابعاد سلطته من المنطقة .. تلك الاحداث التي انتجت واقعا سياسيا واجتماعيا وثقافيا جديدا افضى لنفس من الحرية وسمح بتشكيل منظمات ومؤسسات اختلفت باهدافها باختلاف فئات المجتمع وانتماءاتها الفكرية والثقافية .. ذلك الواقع الجديد كان حافزا مهما للمرأة في مجتمعنا لتنهض من جديد وتثبت استعدادها لمرحلة جديدة كانت بأمس الحاجة الى مساهمة كل فئات المجتمع .

فجاءت ولادة اتحادنا كأول مؤسسة نسوية كلدانية سريانية اشورية في ارض الوطن وضعت وفق منهاجها ونظامها الداخلي اهدافا مرسومة باتجاه النهوض بواقع المرأة الذي تقلص لعقود طويلة نتيجة السياسات الشوفينية التي مارستها سلطة النظام البائد وتكريسها لكل مقدرات الشعب العراقي بكل مكوناته وفئاته في خدمة مصالحه وتمجيد رموزه .

حيث عمل اتحادنا الى التعريف بهوية شعبنا وضرورة نيله لحقوقه المشروعة باعتبار ان حقوق المرأة جزء منها ولاتنفصل عنها مساندا بذلك جهود مؤسسات شعبنا الحزبية والشبابية والثقافية ومساعيها في اثبات وجوده كمكون أصيل من مكونات المنطقة.. كما عمل اتحادنا الى جانب بقية المؤسسات النسوية ومؤسسات المجتمع المدني المتشكلة في الاقليم من أجل واقع أفضل للنساء عموما عبرانشطة مشتركة كان ولايزال الهدف منها ضمان حقهن في المشاركة في جميع مفاصل الحياة .

ان مواكبة الاحداث والتعاطي مع صورها المختلفة  كان سبيلا انتهجه اتحادنا من اجل التواصل في عطائه، ولذلك استطاع بجهود عضواته ان يكون عنوانا واضحا لمؤسسة نسوية مواكبة للاحداث التي شهدها العراق عام 2003 بعد اسقاط  نظامه السياسي المتسلط ، ذلك الحدث التاريخي الكبير الذي شهده العراق وتطلب جهود مضنية من قبل جميع ابنائه ، حيث كان اتحادنا من المؤسسات الناشطة في مجال حقوق المرأة وضرورة تواجدها في كل الفعاليات التي تكفل للانسان العراقي حقه في بلد سيبنى على اسس الديمقراطية واحترام الاخر بغض النظر عن جنسه وانتمائه، والالتقاء مع بقية المؤسسات والتشكيلات العراقية عند الهدف الاسمى الا وهو بناء وطن جديد ينعم جميع ابنائه بحياة حرة كريمة تحفظ للجميع حقوقهم دون تمييز .

في هذه الذكرى العطرة نجدد استعدادنا لمواصلة طريقنا صوب تحقيق واقع افضل للمراة ومساندتها لنيل حقوقها الانسانية والوقوف بوجه كل الموروثات الباليه التي تحد من طموحاتها ، والضغط على الجهات المعنية لاقرار القوانين التي تحفظ لها كرامتها، تلك القوانين التي للاسف مازالت موضع جدل ورفض عند البعض ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، ومنها قانون العنف الاسري الذي نادت به نساء العراق منذ اعوام وبات مطلبا ملحا مع ازدياد حالات العنف ضد النساء واطفالهن في السنوات الاخيرة والتي يندى لها الجبين لوحشيتها وافتقار مرتكبيها  لابسط معاني الانسانية واحترام حق الانسان في الحياة .

تحية تقدير لكل جهد يبذل في سبيل حقوق المرأة ومساواتها

تحية تقدير لكل جهد ساهم في تأسيس اتحادنا وتواصل مسيرته

كل عام وانتن بخير

الهيئة الادارية

اتحاد النساء الاشوري

/3 آيار/ 2020

المشاهدات اليوم : 3
المشاهدات في آخر 7 أيام : 151
المشاهدات في آخر 30 يوم : 327
مجموع كل المشاهدات : 2063